رواية ست البنات بقلم إسراء نبيل (كاملة)
المحتويات
واأنا اعلم ان عمر ممكن ان يلين لها فقلبه أرق من ان يقسى او يتجاهل كل تلك المحاولات ولكنى سأصمت للنهايه حتى اعلم ماسيحدث فمن الخطأ ان انسج الأحاكى والأحاذير واجعل قلبى ممتلئا بالحزن دون فعل قوى امسك به بين يدى مررت على الرسائل بسرعه فلم اكن اريد ان اقرئها حتى وقعت عينى على جمله بين كلمات كثيره اختارتها عيناى لتتوقف عندها فكانت تكتب له
النائم قرير العينين لا اعرف بما اشعر ولا ماذا افعل هل زارها عمر دون علم منى ولماذا فعل
ذلك مسحت وجهى بيداى المتعرقتين المرتعشتين واخذت نفسا عميقا اسيطر به على انفعالاتى أعدت هاتفه بجواره وارخيت جسدى على فراشى افكر ماذا افعل فكرت ان ارسل لها رساله قاسيه مهينه تجعلها تكف عن ارسال الرسائل له ولكنها لن تصمت وستخبر عمر بأمر تلك الرساله ووقتها سيعرف اننى استطيع ولوج هاتفه وسأفقد نقطه اتصالى الوحيده التى تجعلنى اعرف ما يدور بينهم ظللت ابحر فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس وغفوت ولم استيقظ الا فى اليوم التالى بعد ان انهى عمر تحضير حقائنا واستعدينا للمغادره نهضت واخذت حماما دافئا امحو به عثرات اليوم السابق واحتسيت مشروبا دافئا اشفى به ألم بطنى الذى يتبعنى منذ ايام وجلست بجواره فى السياره عائدين لمنزلنا .
مالك ياحبيبتى
نظرت لوجهى فى مرآه السياره فرئيت حزنا يخيم على ملامحى بشده فحاولت تغيير
مجرى الحديث بعيدا عن السبب الحقيقى لذلك
ولا حاجه بس عندى شويه مغص يمكن من الاكل الصينى اللى جربناه اخر مره
تقريبا
ادرت دفه الحديث متسائله عن اخر مشاريعه واعماله وعن خطتى المستقبليه لبدء الدبلومه وعن تميم وعن اسرتنا الصغيره التى ابذل كل غالى ونفيس لأنقاذها حتى لا يعود لسؤاله مره اخرى وظللنا نتحدث وانا احاول ان ابدو طبيعيه حتى وصلنا بيتنا
ما إن وصلت حتى ركضت لأحمل تميم فكانت روحى تنسحب من جسدى كلما بعد عنىفأصبح يشبه الأرنب الصغير اذا ابتسم وكلما خطى خطواته الصغيره أمامى شعرت اننى حققت انجازا عظيما بلا حول منى ولا قوه فكان هوا نجاحى وغراسى الذى سأحصده يوما وكان عمر يساعدنى فى تنشئته جيدا فكان يحبه مثلما احبه انا فيحمله دوما على كتفيه ويركض به ويداعب اطرافه الصغيره ويقلبه كلما رآه فلم اكن اشعر بالاحتياج ولم يشعر ابنى باليتم وكنت ادعو الله دوما ان يرزقنى بطفل منه ليكون صلتنا الوثيقه التى تربطنا دوما وتجعلنا ملتفين حول بعضنا البعض فكانت دعوتى صادقه وكانت تلبيه الله دائمه عندما أصر عمر ان اذهب للطبيب لمعرفه سبب ألمى المستمر وكنت ارفض دائما رفض شديد لمقتى لكافه الأطباء وذهبنا للطبيب الذى تهللت ملامحه وتوهج وجهه وهوا يخبرنا اننا على موعد للقاء طفلنا قريبا
تكن سعادتنا اكثر من الباقين فكل من عرف بذلك الامر كانت يتراقص فرحا ويقفز فى سعاده عارمه ظل عمر طوال الليل يتلمس جنينه المنتظر ويقبل يدى وكأنه يشكرنى على حلمه الذى تحقق على يداى سيكون بينا طفلا يجمع بين قلبين أحبا بعضهم البعض حبا جما وسيكون لتميم أخ يشاطره حياته فلا يشعر بالوحده أبدا وحتى بعد ان غفا عمر وابتسامته على وجهه ظللت افكر فى ذلك الطفل واعيذه من شرور القلوب الفاسده حتى ذهبت فى نوم ثقيل لم يوقظنى منه سوى كابوسا انتفض لسوئه قلبى وظل يقرأ لى أيات قرائنيه كثيره لتهدأ روحى
لم يكن هناك اسعد منه ولا اكثر عشقا وهياما كان ينام طوال ليله يحلم بذلك الأبن الذى سيأتى له بعدما تكبد الكثير من المشقه وبذل الكثير من اجله فذلك الشعور لا يتقنه سوى المحرومون الذى اوشكا على اليأس بعدما طال بهم الأمل ولكن قدره الله هيا من تخلق من الالم أمل عظيم يجعل الروح تدب فينا من جديد وكذلك عمر الذى امضى سنوات دون اطفال وماجعل الأمر اصعب تلك الجلسات التى كان من الضرورى التعرض لها لمقاومه وكبح جماح مرض كاد ان يخسر فيه حياته والان بعدما علم انه على اعتاب حياه جديده بها طفل من صلبه يحمل اسمه تغيرت حياتنا للأفضل فكان يرافقنى طول اليوم فلا يغيب عن ناظرى اأبدا وكلما أتته رسائل متأخره اعلم جيدا من مرسلها كان يغلق الهاتف ليتفرغ
وكان الجميع يشاطرنى تلك السعاده حتى صفي اتصل بى وهنئنى ودعا لى بالبركه كل شئ كان يسير بنهج مقنن وكأننى أرسمه بعنايه حتى فقدته ....
لا أعلم كيف ولا أعلم لماذا ولا أعلم حتى لما تفعل بنا الدنيا هكذا أكلما ضحكت لنا صفعتنا ثانيه او كلما رأت السعاده فى أعيننا استكثرتها علينا لماذا أنا ولما يحدث لى ذلك كيف أصحو من نومى فجأه فأجد كل أحلامى وآلامى تحولت لبقعه دماء ساريه كيف ذهب الشعور منى فلم أشعر بشئ فى ذلك الوقت حتى عندما حملنى عمر وركض بى للمشفى كما حدث مع حرقى سابقا لم اكن اشعر بشئ !!
لم أكن أبكى
لم أكن أتألم
لم أكن حتى أشعر
سمعت حديث الطبيب مع عمر وفهمت من بكائه انه فقد أملا كان يتعلق به كتعلق الغريق بتلك المقشه الملعونه كان يصدم رأسه بالحائط وكأنه لا يعى ما يحدث وكنت انا لا اتحدث ولا اتجاوب كنت انظر حولى فأرى الجميع باكون فأغمض عينى وارتخى فى سريرى واغلق النور المجاور لى حتى لا أرى أحد لم أرهق نفسى بالتفكير ولا وضع الأسباب فما حدث
لم يكن له تفسيرا لدى
عدت لبيتى هزيله تائهه مسحوبه اليدين شارده الذهن ولم يكن
عمر بأقل منى احتضارا فلم يعد يتحدث إلى أحد ولم تعد الابتسامه تعرف طريقها لشفتيه كل شئ انقلب على عقبيه فجأه حتى اننى لم استعبه بعد فجأه تحول عمر من القريب للبعيد ومن الحبيب للغريب وكأننى انا من قټلت ابنه بيدى كان يلومنى فى كل نظره وفى كل حديث لا اعلم لم تلام الضحيه ولم ندوس بأقدامنا على المظلوم فنسحقه فليكفى ما تفعله الدنيا بنا لنكون اكثر رحمه ببعضنا لبعض ولكنى لم اجد تلك الرحمه من احد كلما نام بجوارى أدار وجهه كى لا يواجهنى ولكما تحدث معى أقل حديثه او أنهاه سريعا لا افهم ما حدث ولكنى اتيقن انه لم يعد ذلك الحبيب الذى يتوقف الوقت فى حضرته
كنت اشعر به وهوا يتسلل بجوار خارجا لا أعلم لماذا فكنت اتغافل كثيرا فما حدث لا يتحمل عواقب جديده ولكن زاد الامر وطالت مدته حتى قررت ان ارى ما كنت ارفض رؤيته وأكذب نفسى أذا حدثتنى به تسللت انا الاخرى خلفه وسمعته وهوا يحدثها
سمعته يلومنى على اهمالى لطفله
سمعته يبكى ايامه وسوء حاله
سمعته يبكى بين يديها
سمعته يخوننى وانا التى اخلصت له ما طال الأمد وما قصر
لم استطع ان اتغافل أكثر او احيا كما تحيا الباقيات فمن يقبل بالذى والامتهان لا يلوم الا نفسه وانا لم اقبل بذلك قبلا لضعف منى ولكن لحب شديد وطأ فى قلبى فأغلق فمه وعقله وشعوره كنت اظن انها أتربه صيفيه تصيب المرء فى عينيه فتعمى قلبه وماتلبث ان تزول وتتضح الامور ولكن وجدتنى انا المخطئه فى النهايه فما فائده الحياه ان وضعتنا بين شقى رحا تطحن فينا ليلا ونهارا حتى يأكلنا السوس وينخر عظامنا لم أعد قادره على المواصله ولا حتى الكذب على نفسى وإن من اشنع الكذبات هيا كڈب الشخص على نفسه فيقلل منها ويضع عصابه على عينيى الحقيقه فنسير كالكائنات الأخرى مغلقه العين والفم
كان لابد للمواجهه ان تأتى يوما ولكنى كنت أؤخرها قد المستطاع فما إن واجهت حتى أتخذت قرارا حاسما لا رجعه فيه فما فائده المواجهه الا ان تكون كالسيف الحسام الذى يشق الأمر شقا
انتظرت حتى أنهى محادثته وسمعت جميل قوله بأذنى وهوا يقال لغيرى فصمدت وانتظرت حتى ولج غرفتى ووقف أمامى وفتحت امامه صفحات الحقيقه المغطاه منذ كثير
خلصت كلام معاها
انتى صاحيه
اكيد مش هتكلم وانا نايمه
انا تعبان
وعايز انام
وانا كمان تعبانه وعايزه اتكلم
بعدين ياميراس انا مش رايق دلوقتى
مش رايق ليا لكن رايق لغيرى
غيرك مين بطلى التخاريف اللى فى دماغك دى
تفتكر زمان ياعمر انا قولتلك انى موافقه اكون زوجه احتياطيه وانك ترجع داليا ومستعده اعيش طول عمرى كدا ومش هتكلم ومن زمان اكتر وافقت
انى حتى مكونش زوجه احتياطيه واتركن على الرف وبرده وافقت مسألتش نفسك ياعمر انا كنت بوافق ليه
لا مسألتش
طيب هقولك انا بدل ما تتعب نفسك بالأسئله انا وافقت اكون ولا حاجه فى حضورك علشان بس تكون سعيده علشان مشوفش فى عيونك نظره تشتت او ندم تقطع قلبى علشان محسش انك موجوع فاتوجع انا ألف ألف مره انا كنت بوافق ألغى نفسي وشخصيتى وحقى علشان انت كنت بالنسبه لى كل اللى اتمناه واحلم بيه كان نفسى اسعدك وكان نفسى اعيش معاك عمرى كله وكان نفسى كان نفسى يكون لى ابن منك اللى راح دا ابنى انا كمان كان جوايا بيتحرك وبحس بنبضه كان بيتغذى من دمى ومن روحى كان بالنسبه لى فرصه تخلينا نقرب اكتر من بعض وبمجرد ما راح راحت معاه المعامله الكويسه والحياه الكويسه وحتى الاخلاص والوفاء ياعمر
ليه يا عمر بتتعمد توجعنى
وتدوس عليا وعايزنى حتى متألمش !!
ليه بتبقى عارف اللى بيكسرنى وتعمله بتبقى متأكد ان الحاجه دى مهينه اوى بالنسبه لى ومبيفرقش معاك ليه محبتنيش زى مانا حبيتك
فى الاول
متابعة القراءة