رواية فردوس الشياطين بقلم مريم غريب (كاملة)
المحتويات
. مش عايز أندم إني كررتها يا ميرا
ميرا بإسراع أوك أوك Im so sorry . بليز مش تضايق دادي
سفيان خلاص . هعديهالك المرة دي
أرادت ميرا أن تسأله من جديد .. لكنها كبحت رغيتها الملحة و صمتت متنهدة بإستسلام
ليضحك سفيان و يقول
معقول بالك مشغول عليه أوي كده نفسي أعرف إيه إللي عجبك في الولد البايظ ده !!
ميرا بحزن
سفيان بإبتسامة ماكرة
عموما ماتفكريش كتير . كل إللي إنتي عايزاه هيحصل في أقرب وقت
نظرت له و قالت بتلهف
بليييييز دآاادي قولي . إنت آملت عملت إيه مع يوسف طيب أنا هاشوفه تاني هو هايجي هنا
إبتسم سفيان أمام إلحاح إبنته الذي أعاد تفاصيل الساعة الماضية إلي باله ...
كانت حالته مزرية و كان قاب قوس أو أدني من المۏت فالطعام و الشراب كلاهما لم يعرفا طريقا إلي جوفه منذ ثلاثة ليال ..
بالكاد كان يستطع أخذ أنفاسه
تأكد من حلول أجله و لم يعافر ليظل علي قيد الحياة حل اليأس محل المقاومة و توقف عن الصړاخ و التوسل و الإحتجاجات لن يجدي أي من ذلك نفعا
ترك نفسه ليذوي في هدوء ..
أعمي ضوء النهار بصر يوسف و هو يحاول تدقيق النظر في وجه جلاده .. لابد أنه آت ليجهز عليه الآن
علي الرحب و السعة هذا سيكون مريح بالنسبة إليه ...
إقترب سفيان منه بخطوات هادئة شاهده يوسف من خلال أهدابه المتثاقلة كان مجرد ظل
حتي أصبح قريب جدا حني سفيان رأسه لينظر له
إنت لسا عايش يالا .. قالها سفيان بإبتسامته الملتوية و أردف بتأثر مصطنع
تؤ تؤ تؤ . يا عين أمك يابني .. شكلك مېتان علي الأخر . تصدق إنك صعبت عليا . أه و ربنا صعبت عليا . و شكلي هاسيبك تمشي
رمقه يوسف بإبتسامة ساخرة ليقول سفيان بجدية
أنا بتكلم جد . قسما بالله هاسيبك تروح . خلاص أنا عاقبتك
يوسف و قد تلاشت إبتسامته
إ إن إنت . ج جاي تهزر . مع ايا !!! .. كانت يتكلم بصعوبة كبيرة
قهقه سفيان بمرح و قال
أنا أدك يالا عشان أهزر معاك . و الله هخرجك من هنا .. بس مش قبل ما تسمع إللي هقولك عليه . عشان لو
خرجت من هنا و مانفذتش كلامي هتبقي نهايتك
يوسف برجاء قووول كل إللي إنت عايزه . أنا هعملك إللي تطلبه بس مشيني من هنا . أنا بموووت
قطب يوسف بعدم فهم ليكمل سفيان
بإعتبار ما سوف يكون يعني .. إنت هتتجوز ميرا . و لا عندك إعتراض !
يوسف لالالالا ماعنديش . أتجوزها . أتجوزها يا باشا إن شاالله إنهاردة لو تحب
سفيان طب و أبوك صحيح ده أبوك قالب عليك الدنيا و ناشر إعلانات في الجرايد أد كده
يوسف مالكش دعوة بأبويا يا سفيان بيه . أنا هتصرف أمي هتقنعه هي مش بترفضلي طلب و أبويا مش بيرفضلها طلب . بس أبوس أيدك عطشآاان .. ھموت من العطش مش قآاادر
سفيان عطشان بس ده إنت حالتك صعبة أووي يابني .. و غضن أنفه مكملا بتقزز
و ريحتك طالعة . محتاج تتنقع في المايه و الصابون أد يومين كده .. و ضحك
Back
دآاادي !
أفاف سفيان علي صوت إبنته ... نظر لها فوجدها تنتظر رده ليقول بحزم
خلاص بقي يا ميرا . قولتلك هعملك إللي إنتي عايزاه ما تسأليش كتير و تزهقيني
لوت فمها بتذمر ليبتسم أبيها و يلامس وجنتها بأنامله قائلا
مابحبش التكشيرة دي . فكيها يا قلب سفيان الداغر .. ده أنا عندي ليكي مفاجأة
نظرت له بوجوم و تساءلت
مفاجأة إيه !
سفيان Guess what !
أنا هتجوز يا ميرا
إستغرقها الأمر دقيقة كاملة حتي فهمت لترد
إنت هتتجوز .. تقصد إنك بتهب بتحب واهدة واحدة و هتتجوزها !!
أومأ سفيان و أجابها
أيوه . بس مش بحبها أوي يعني .. لازم تعرفي إن مافيش في قلبي غيرك
عبست ميرا قائلة
طيب لما إنت مش بتهبها بتحبها هتتجوزها ليه
هز سفيان كتفاه و قال
عشان عايز إتجوزها . عجبتني فروحت طلبت إيدها من مامتها .. مش زي الأفندي إللي روحتي تحبيه و كان عايز يسرقك
تآففت ميرا بضيق و قالت
أوك . As you like دادي . إتجوزها
سفيان بجدية عموما هي جاية دلوقتي مع مامتها . هتتغدا معانا .و هيقضوا اليوم هنا عايزك تروحي تجهزي نفسك كده عشان لما أقدمك ليهم
ميرا بفتور Okay !
و هنا صدح بوق السيارة التي أرسلها سفيان لتحضر يارا و والدتها معلنا عن وصلهما ..
سفيان بإبتسامة عريضة
أهم وصلوا ........ !!!!!!!!!!!!
يتبع ...
18
ۏفاة !
كان هناك دليل معهما ... أحد الحرس رافق يارا و أمها لدي وصولهما إلي الڤيلا سار في المقدمة حتي تركهما عند باب المنزل الداخلي
دقت ميرڤت الجرس بينما كانت يارا تأخذ أنفاسها بعمق لا تعرف أكانت هي من أقحمت نفسها في هذه المخاطرة أم والدتها و عمها
أم هو .. ذاك الشيطان حقا شيطان ...
فتح الباب في هذه اللحظة ليستقبلهم سفيان بنفسه و قد بدا في أبهي صوره
جميلا أنيقا مزدانا بثراؤه الفاحش ..
أهلا أهلا أهلا ! .. قالها سفيان مرحبا بحرارة و أكمل و هو يمد يده ليصافح ميرڤت
ميرڤت هانم . نورتي بيتي المتواضع
ميرڤت بإبتسامة منور بيك يا سفيان بيه . شكرا
ينتقل سفيان لخطيبته قائلا بإبتسامته الجذابة
يارا .. مش محتاج أرحب بيكي في بيتك المستقبلي . لكن عموما أهلا و سهلا
نظرت يارا إلي يده الممدودة للمصافحة بتردد لكنها قبلتها في الأخير و
دعته يطبق عليها بلطف حازم ..
أفلت يدها ببطء و هو يقول و عيناه لا تحيدان عنها
كان المفروض أختي وفاء تبقي في إستقبالكم معايا دلوقتي . بس هي في مشوار و إتأخرت زمانها جاية
ميرڤت براحتها خالص كفاية حضرتك يعني ده إحنا يزيدنا شرف
و هنا زجرتها يارا بنظرة غاضبة ليبتسم سفيان بإتساع قائلا
بنتي كمان موجودة هنا . هتنزل حالا .. إتفضلوا جوا !
و أخذهما إلي الصالون الفخم ذي الأثاث العصري الأكثر حداثة علي الإطلاق و الذي أمرت ميرا بجلبه منذ شهران ... منذ وصولها لبيت أبيها
في سيارة سامح ...
كان يقود و هو مستغرقا في أفكاره عندما شعر بأصابع وفاء تتغلغل بين خصيلات شعره
أفاق ناظرا إليها ثم نظر للطريق من جديد ..
و بعدين معاك يا سامح .. قالتها وفاء بضيق ممزوج بالحيرة
سامح ببرود في إيه يا وفاء
وفاء في إيه إنت من إمبارح و إنت مش مظبوط و كل ما أبصلك ألاقيك سرحان . نفسي أعرف إيه إللي شاغلك .. قولي يا سامح إيه المشكلة
سامح بلهجة هادئة
مافيش حاجة يا وفاء . عادي السرحان بقي حاجة غريبة يعني ما كل الناس بتسرح . إنتي مش منطقية خالص يا حبيبتي
وفاء بحدة كل الناس بتسرح أه . لكن مش بإستمرار كده . قولي إنت مخبي عني إيه يا سامح عارف لو طلع إللي في دماغي صح و رحمة أمي ما هتشوف خير أبدا
توتر سامح إثر كلامها لينظر لها فورا و يقول مغالبا إرتباكه
في إيه بس يا وفاء هو إيه إللي في دماغك !
وفاء تكون واحدة مثلا هي إللي ملغبطة كيانك كده و بتفكر إزاي تديني سكة . لكن أنا
مش هسمحلك يا سامح . ده أنا أقتلك فيها سامعني
يضحك سامح ليموه عن الموضوع ثم يرد
إنتي خيالك بقي واسع أوي يا حبيبتي . و بعدين يعني أهون عليكي يا فيفي !
وفاء بغلظة لو فكرت تغدر بيا هتهون يا سامح . و هاكلك بسناني حي
سامح يا جآااامد . لأ ده أنا أخاف علي نفسي منك بقي
وفاء بجدية لازم تخاف يا حبيبي . إنت بتاعي أنا و لو في يوم بصيت لغيري بس .. ھقتلك و مش بهزر
أنا بحبك أد إيه وفاء
لم ترد عليه فزم شفتاه متماسكا و أردف
عموما أنا محضرلك مفاجأة هتبسطك و هترجع ثقتك كلها فيا .. قريب أوي هقولك عليها !
لأول مرة تغير ميرا تسريحة شعرها و تجمعه كله للخلف علي شكل ذيل حصان ...
نسقت هذا حسب الفستان القصير الذي إرتدته كان بلون عيناها .. رمادي مائلا للزرقة و كانت حزاما عريضا باللون الأسود يتوسطه عند منطقة الخصر و أخيرا إنتعلت حذاء أبيض مريح للقدمين و علقت حول عنقها قلادة ذهبية صغيرة كان سفيان قد أهداها لها عندما كانت طفلة في السادسة من عمرها
أغلقت باب غرفتها و هبطت للأسفل ...
إجتذبتها الهمهمات المنبعثة من ناحية الصالون فمضت بخطواتها الرشيقة إلي هناك ..
Good Evening ! قالتها ميرا بإبتسامة رقيقة
ليلتفت لها الجميع في نفس الوقت ..
سفيان بصوته القوي
تعالي يا ميرا . قربي يا حبيبتي
ذهبت ميرا إلي والدها ليقوم سفيان من مكانه و يلف ذراعه
أحب أقدملكوا . ميرا سفيان الداغر .. بنتي
فتحت ميرڤت عينتها دهشة
ما شاء الله . دي بنت حضرتك الله أكبر ده أنا كنت فكراها طفلة !
سفيان بإبتسامة أنا خلفتها و أنا صغير . بيني و بينها 16 عشان كده تلاقيها طولي و مايبنش إني أبوها
ميرڤت و هي تمد يدها لتصافح الفتاة
ربنا يخليها لك دي عروسة زي القمر
سفيان متشكر ربنا يخليكي .. ثم إلتفت لإبنته مكملا
ميرا دي طنط ميرڤت مامة يارا . و دي يارا خطيبتي إللي كلمتك عنها .. مش هتسلمي عليها !
إبتسمت ميرا و هي تصافح يارا قائلة
Nice To Meet You يارا !
يارا و هي ترد لها الإبتسامة
أنا كمان يا حبيبتي مبسوطة إني شوفتك
ميرا إهنا إحنا هنكون Friends مش كده
يارا بإبتسامة مترددة
أه . أكيد !
و هنا جاءت الخادمة معلنة
الغدا جاهز يا سفيان بيه
أصرفها سفيان بإشارة من يده و قال
طيب يلا يا جماعة علي أوضة السفرة . وفاء بتأخيرها ضيعت الغدا الخصوصي ده علي نفسها تبقي تيجي تطلب دليڤري بقي .. و ضحك بمرح
ميرڤت لأ إزاي بس إحنا ممكن نستناها !
سفيان بصرامة مافيش الكلام ده يا ميرڤت هانم . عندي هنا الوقت مقدس و طالما جه وقت الأكل يبقي هناكل كلنا إللي يجي بعد كده ممكن ياكل بردو بس هياكل لوحده .. إتفضلوا
و أخذهم إلي حجرة الطعام ...
شد ليارا كرسي علي يمينه و لميرا أخر علي شماله بينما تولت ميرڤت أمرها بسرعة قبل أن يلتفت إليها
إبتسم و هو يترأس المائدة الطويلة بإريحية أشار بإصبعه السبابة إلي طاقم الخدم الخاص بالمطبخ ليتوافدوا تباعا
مجموعة تضع المناديل أمام الضيوف و مجموعة تصب المياه و المشروبات بالكؤوس و
متابعة القراءة