رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

أفك العقدة بتاعتك قمت اتعقدت أنا.. خصوصا أخر مرتين ولا لما نزلت بالقميص
ترك قدميها بعد أن أردفت بهذه الكلمات جاعلة إياه يتذكر ما حدث في الليلتان الأولى الذي تبعها رفضها له والثانية التي تبعها الإبتعاد عنها لمدة أسبوعين وهذا لم يكن كل شيء تهجمت ملامحه وظهر الضيق عليه وهو يقول
وايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي
وقف على قدميه ليذهب إلى الداخل بعد أن عادت له ذكريات نظرة شقيقه إليها والذي قد قارب على الشفاء منها أمسكت يده سريعا متحدثة بلهفة بعد أن جلست على الأريكة
في ايه أنت زعلت أنا مش قصدي حاجه
سحب يده منها متحدثا بجدية شديدة وهو يذهب إلى غرفته
وهو فيه ايه يزعل.. أنا رايح أغير هدومي
نظرت إليه وهو يبتعد إلى الداخل لم تكن تقصد ما تحدثت به فقط كانت بضع كلمات تعلم أنه لا يريد تذكر تلك المرات وبالأخص عندما رآها شقيقه ولكنها حقا لم تكن تقصد..
لقد عادوا للتو من عشاء رومانسي كيف لهذا أن يحدث وقفت على قدميها لتذهب خلفه حتى تجعله يلين قليلا دلفت إليه الغرفة ووجدته يبدل ملابسه بأخرى بيتية وقفت خلفه ثم تحدثت بخفوت ونبرة هادئة
أنت بجد زعلت يزيد أنت عارف أنه مش قصدي
استدار إليها پعنف بعد أن استمع لصوتها الخاڤت البرئ من كل شيء سوى البراءة نفسها تحدث بحدة وعصبية قائلا
مش قصدك ايه بالظبط أنت عارفه اني مبحبش السيرة دي بتفكرني بالمنظر الرخيص اللي شوفتك فيه
نظرت إليه بدهشة وذهول كلماته البغيضة عادت مرة أخرى فقط لقولها أشياء لم تقصدها.. متى كانت على مظهر رخيص.. دائما يضع الحق فوقها وحتى لو كانت معترفة به.. وهو فقط من يحق له أن يخطئ ويعتذر..
نظرت إليه والدموع خلف جفنيها بفعل كلماته السامة التي يقولها دائما استدارت وعادت لنخرج من الغرفة بعد أن وجدت نفسها ستختنق إذا بقيت أكثر من ذلك بينما هو لعڼ بداخله فقد

كانت كلماته قاسېة يعلم ذلك ولكن أيضا لم يقصد خرجت الكلمات منه سريعا دون أن يتحقق في ماهيتها..
ألقى القميص على الفراش ثم ذهب خلفها سريعا يستوقفها أمسك بذراعها جاعلا إياها تستدير إليه في منتصف الصالون حيث كانت متوجهة إلى الشرفة أغمض عينيه بشدة ثم فتحها متحدثا بآسف
أنا آسف مقصدش اللي قولته
خرجت الدموع من عينيها فور استماعها لحديثه سحبت يدها منه ثم قالت بحدة وهي ترفع إصبعها السبابة في وجهه
أنا عمري ما كنت رخيصة يا أستاذ يا محترم ولا عمري ظهرت لأي حد بمنظر رخيص دي كانت صدفة واظن الموضوع ده خلص
وضع يده الإثنين على كتفيها متقدما منها وأردف بندم واضح
خلاص يا ستي أنا آسف والله متزعليش بس أنا السيرة دي بټعصبني يا مروة
أبعدت يده مرة أخرى عنها وتحدثت بجدية شديدة
هو أنت كل ما تتعصب تقول أي حاجه مش بتحسب كلامك خالص وبعدين لما تقول على مراتك كده الغريب يقول ايه
ظهر الحنان الذي بداخله مخرجا إياه وهو يمسح دموعها عن وجنتيها
قطع لسان أي حد يقول كلمة عليكي وقطع لساني أنا كمان.. خلاص بقى أنا آسف وأدي راسك أبوسها
أنهى كلماته جاذبا رأسها إليه ليقبله بحب وهدوء معتذرا عما بدر منه ثم تحدث مرة أخرى وهو ينظر إليها غامزا بعينيه ومقصده وقح
خلاص بقى يعني بقالنا شهر مفيش خناقات هنتخانق دلوقتي.. أنا آسف يا حياتي ورحمة أبويا الحج في تربته ما كنت أقصد
نظرت إليه بهدوء تدقق في ملامحه ثم هتفت بجدية وحزن مرة أخرى مقررة أن تقول ما في داخلها
يزيد أنت على طول كده في وقت عصبيتك بتقول أي كلام وأي هبل ومتعرفش تأثيره عليا
رفع كف يدها الأيمن إلى فمه يقبله بحب والآخر مثله بحنان قبل وجنتها اليمنى ثم اليسرى ومرة أخرى قبل أعلى رأسها متحدثا بندم
أنا آسف قولت.. يارب ينقطع لساني لو قولت حاجه زعلتك تاني وبعدين مش كفاية سيباني واقف في البرد ده من غير هدوم!
نظرت إليه وجدته يقف أمامها بسرواله الداخلي فقط فتحدثت سريعا قائلة بلهفة وجدية
ايه ده أنت مچنون البلكونة مفتوحة هتاخد برد كده
غمز إليها متحدثا معها بمرح حتى تنسى كلماته
أنت بتستعبطي ما أنت اللي موقفاني وفرحانه بمنظري
جعلته يستدير ودفعته متقدمة معه إلى الداخل وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا دلالة على ضيقها منه فلو تركته أكثر لبرد حقا فالجو رطب وقد بدأت ليالي الشتاء..
بعد كثير من الوقت الذي استغرقه في تبديل ملابسه بمساعدتها وعدم جعلها تبدل ملابسها وحدها فعل كل ذلك فقط حتى يمحي تلك الكلمات التي ألقى بها على مسامعها ولكن هي لن تمحى بهذه السهولة استلقى جوارها على الفراش محتضا إياها أسفل الغطاء الثقيل يبث الدفء إليها..
تحدث وهو يمرر يده بين خصلات شعرها الحريرية سائلا إياها باستغراب
صحيح نسيت أسألك هو الكتب اللي اشترتيها النهاردة دي هتقريها
رفعت رأسها تنظر إليه بتركيز فهذا السؤال غبي للغاية ولما قد نبتاع الكتب إلى لقرائتها أجابته
تم نسخ الرابط