رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

حقا لقد تفاوتت المرات السابقة ولم تتحدث ازعجتها كثيرا تساندها إيمان تلك البغيضة مثل حماتها تكاد تجن من أسلوبهم وتلك الطريقة الرخيصة التي يتبعونها لو لم تكن يسرى معها وتحاول الدفاع عنها بكل الطرق وتحاول التهوين عليها لما بقيت هنا معهم..
استدارت والدة زوجها نجية إليها لتنظر إليها پحقد وكراهية ومن ثم هتفت قائلة بتهكم
هاتي الخضار اللي هناك ده يابت عيلة طوبار
تركت مروة السکين من يدها والذي كان تقطع به قطع اللحم لتتجه إلى الطاولة التي بالمطبخ موضوع عليها طبق الخضار الكبير أخذته واتجهت إليها وهي تعد بداخلها من واحد إلى عشرة حتى تهدأ ولا تثور على هذه المرأة العجوز تعثرت في طريقها بسبب حبة من البصل واقعة على الأرضية ولم تراها ليقع منها الطبق محطم وتناثرت محتوياته على الأرضية وقد جاهدت حتى لا تفقد توازنها ونجحت في ذلك..
شهقت يسرى بفزع واتجهت إليها على الفور مسانده إياها ثم هتفت قائلة بقلق واهتمام
أنت كويسه حصلك حاجه
لم تستطع مروة أن تجيبها حيث أن والدتها قد تحدثت بحدة وعصبية لا مبرر لهما فقد كان من الممكن تفاوت الأمر
مهي قدامك أهي كيف القرد تمام محصلهاش حاجه كسرت الصحن ووقعت الخضار على الأرض هو ده اللي عملته بت طوبار عيله جايه من عيلة غم بصحيح
وقفت مروة مدهوشة من حديثها الفظ بدلا من أن تتسائل إن كان حدث لها شيء سألت نفسها لماذا وافقت على هذا العڈاب ما ذنبها لتتحمل كل هذه الإهانة من سيدة مثلها تربيتها لا تسمح لها أن تعاملها بالمثل ولكن أن اضطرت ستفعل هي لا تحتمل بكل الأوضاع..
لم تتحدث معها بل انحنت على الأرضية تلملم ما تناثر عليها وتساعدها شقيقة زوجها بينما وقفت إيمان ووالدة زوجها بعيد نسبيا ابتسمت إيمان بوجهها ثم تحدثت قائلة بحماس
والله براوة عليك يا مرات عمي البصلة اللي وقعتيها كانت هتجيب أجلها
ابتسمت نجية وقد ظهرت تجاعيد وجهها وهي تقول والحقد يملئ قلبها
ولسه.. لسه مشافتش حاجه بت عيلة الڼصابين
تريثت قليلا ثم هتفت ببرود وسخرية بذات الوقت وهي تنظر إليها عندما كانت تجمع ما وقع على الأرضية
أمها ماټت وهي عيله والله تلاقيها طفشت من همها ولا حد رباها بعد المرحومة اللي سبتها من غير رباية
وقع ما كان بيدها ليستقر على الأرضية مجددا وقفت على قدميها وتركت كل شيء وهي تنظر إليها پصدمة فقد كانت كلماتها واضحة كوضوح الشمس ترقرقت الدموع بعينيها ومن ثم تسلقوا جفنيها ليسيروا على بشرتها الناعمة نظرت إليها وهي تبكي قهرا على ما تفعله بها وعلى هذا الحديث الچارح فهي تتحدث عن والدتها وعن تربيتها التي لو لم تكن موجودة لما تركتها تفعل ما يحلو لها ولكن يكفي حقا..
رفعت سبابتها في وجهها وتحدثت بحزم وجدية شديدة والدموع تنهمر على وجنتيها بلا توقف
اسمعي ياست أنت أنا من يوم ما جيت هنا وأنا سيباكي تعملي اللي عايزاه براحتك ومعترضتش لكن عند أمي وتقفي دي مېته عند ربنا مش معانا هنا وأنا مش هسمحلك تغلطي فيها
تركتها وذهبت سريعا لتخرج من هذا المكان الذي ضاق فيه صدرها لينطبق على قلبها وكأنها ستلقى حتفها به كلماتها لم تكن هينة أبدا فقد ذكرتها بوالدتها الرحلة والتي لم تحظى بالوقت معها..
اصطدمت بجسده الواقف أمامها ولم تكن تراه بسبب محاولتها إزالة الدموع من عينيها وهي تسير في ردهة المنزل لتصعد إلى غرفتها عادت للخلف بجسدها ونظرت إليه والدموع تنهمر من عينيها بكثرة بعد أن رأت
وتذكرت خيبتها..
نظر إليها باستغراب وهو يراها تبكي وعيونها منتفخة تبكي وتنتحب أمامه ولا يدري لما بكائها هكذا يقطع أنياط قلبه إلى أشلاء رؤيتها هكذا كما لو أن هناك نصل حاد يأتي بقلبه نصفين حاولت أن تذهب ولكنه أمسك بيدها متسائلا باستغراب وقلق جلي
مروة اهدي مالك فيه ايه
نظرت إليه بحزن خالص ونظرة عتاب لم يراها منها من قبل وكأنها تلومه على كل شيء ومن ثم سحبت يدها وصعدت على الدرج دون أن تتحدث أو تجيبه على سؤاله فقد زاد بكائها الذي جعله يندهش ويتسائل ما الذي حدث لكل ذلك ولكن هو الآن يعلم أن ضعفه يكمن في بكائها كلما رأها تبكي شعر بضعف وعجز شديد لم يشعر به في حياته..
____________________
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_السادس
ندا_حسن
رؤية الخيوط الحمراء وسط زرقة البحر
تجعل قلبه يقفز قفزا حزينا وكأنه 
ويلقي نفسه بين قدميه مۏتا
رؤيتها هكذا تجعله ضعيف أمام نفسه وربما أمام الجميع وجهها الملائكي لا يستحق إرهاقه بكثرة البكاء قلبها الرقيق لا يستحق أن يحمل كم الحزن هذا هو يعلم أنه منذ أن ولج حياتها وقد انقلبت رأسا على عقب ولكن هو الآن يشعر بالاختلاف ناحيتها يشعر وكأن حديثه مع ليل في السابق سيصبح حقيقة..
نظر بحزن إلى درجات السلم الذي صعدت عليه وهي تحمل بكائها معها وعاد نظرته إلى المطبخ الذي كانت خارجه منه بهذه الحالة المزرية عزم أمره على التقدم ناحيته ليعلم
تم نسخ الرابط